فضيحة تشغيل مزيف بالإمارات تهز سلا

ملامح فضيحة “النجاة” ترخي بظلالها على قضية احتيال مماثلة، تتعلق بظهور شركة وهمية في مدينة سلا، توهم المئات من الشباب بـ “قدرتها” على “مساعدتهم” على الهجرة إلى الإمارات العربية المتحدة للعمل هناك في قطاعات لها صلة بمهن الحراسة والمراقبة.

الشركة التي تتخذ من منزل بحي “دوليس” في سلا مقرا لها، باتت تستقطب خلال الأيام الأخيرة، حشودا كبيرة من الشباب العاطلين، الحالمين بالحصول على فرص عمل بالخليج العربي.

أخبار رائجة بقوة بين المعنيين بالأمر على صفحات المواقع الاجتماعية بالأنترنيت وعبر الهواتف النقالة، تفيد بحاجة شركة إماراتية إلى العشرات من اليد العاملة المغربية من أجل العمل في مهن الحراسة والمراقبة، ومنها العمل بإدارات حكومية في إمارة دبي، كالسجون… هذه المعلومات دفعت الكثير من الشباب من مختلف المدن المغربية إلى التدفق على المنزل المعلوم بسلا، يدعي أصحابه أنه مخصص لاستقبال المرشحين، ودراسة ملفاتهم، وإجراء مقابلات معهم في أفق انتقاء الدفعة الأولى منهم، والمحددة في 100 شاب، على أن تكون دفعات أخرى في القادم من الأيام.

بوادر الاحتيال بادية للعيان منذ أول وهلة، ذلك أن كل مرشح مطالب بأداء مبلغ 300 درهم عند أول لقاء بالمسؤولين عن هذه الشركة، قبل أن يتم إجراء مقابلة شفهية معه، تتمحور حول مدى توفره على جملة من الشروط المطلوبة.

من هذه الشروط، أن يكون المرشح متوفرا على الأقل على مستوى باكالوريا، وأن يكون ذا بنية رياضية، وحاصلا أيضا على أحد الأحزمة في إحدى فنون الحرب، وألا يعاني من أي اضطراب نفسي أو عصبي، وأن يكون على درجة من اللباقة وحسن الهندام…

الغريب في أمر هذه القضية، أن مسؤولي هذه الشركة المجهولة الاسم، يرفضون الحصول على أية وثيقة من المرشحين، سوى الحصول منهم على مبلغ 300 درهم، وتسجيل أرقام هواتفهم النقال، قبل أن يلحوا عليهم في الأخير بضرورة توفرهم، عند الاتصال بهم لاحقا، على مبلغ 20 ألف درهم، وجواز سفر جاهز لأجل الهجرة إلى الخليج، في غضون شهر أو شهرين على أبعد تقدير.

جمال شاب عاطل من فاس، واحد من الذين أغوته عروض هذه الشركة، بعد أن أخبره أحد أقربائه هاتفيا بالأمر، وعلى الفور توجه إلى مدينة سلا يوم الإثنين الماضي، وانتظر مع المنتظرين في طابور طويل، قبل أن يدخل إلى المنزل ويؤدي على الفور 300 درهم، ثم أجريت معه مقابلة… جمال بعد الذي حصل، تراوده شكوك كبيرة حول حقيقة ما توهم به الشركة، لذلك باشر تحريات واسعة لمعرفة مصير المبلغ الذي دفعه، والأمل الذي يراوده.

أحد مسؤولي سفارة الإمارات العربية المتحدة بالرباط، في اتصال هاتفي به، أكد أن “السفارة لا علم لها بوجود هذه الشركة، وليست مسؤولة عن ما قد يحصل”، مشيرا إلى أن مصالح السفارة “ستباشر على الفور بحثا في الموضوع، وإخبار السلطات المغربية بالأمر”.

وكالة التشغيل المعروفة بـ “لانبيك” بسلا، نفت بدورها علمها بالشركة المعلومة، وقال مصدر بها، في اتصال هاتفي، إنه “لا وجود لأية علاقة بين الوكالة وهذه الشركة المزعومة”، في حين هناك عقود عمل قانونية محدودة للعمل في قطر والإمارات العربية المتحدة – يضيف المصدر ذاته – “تتوسط من خلالها الوكالة لأجل انتقاء من يشغلها، ولا علاقة لها بالمهن التي تطلبها الشركة الوهمية”.

السؤال الذي يؤرق عدد من الشباب العاطلين، الذين يترددون في زيارة مقر هذه الشركة بسلا، أو الذين قصدوها ودفعوا لها مبالغ مالية، هو: هل تتدخل السلطات لفتح تحقيق في أمر هذه الشركة، لكي لا تتكرر فضيحة “نجاة” ثانية؟

شكرا زعرية